بقلم: د. أحمد يوسف عزت
صراخ بربري ثقيل
سُباب حاد وموحد
رقص جنوني... محموم!
أحزنني وشغلني ما قامت به مجموعة من فتيان أولتراس (أهلاوي – دِيفلز) وبقيت (لأيام وليالٍ) أفكر بعمق، فيما وراء عودتهم المزرية، وتأثيراتها على المشهد السياسي المصري، وتداعيات التوقيت، والحكمة من التصعيد (غير الأخلاقي) الذي ينال من هيبة القيم الإنسانية الرفيعة. حتى اهتديت إلى منهج البحث التاريخي، عن أصول الفكرة المريبة، محاولا تفكيك غموضها البشع، وإعادة القراءة في ضوء المستجدات المخزية الأخيرة، واستيعاب الأبعاد التاريخية، وانعكاساتها على الوضع الراهن.
سُباب حاد وموحد
رقص جنوني... محموم!
أحزنني وشغلني ما قامت به مجموعة من فتيان أولتراس (أهلاوي – دِيفلز) وبقيت (لأيام وليالٍ) أفكر بعمق، فيما وراء عودتهم المزرية، وتأثيراتها على المشهد السياسي المصري، وتداعيات التوقيت، والحكمة من التصعيد (غير الأخلاقي) الذي ينال من هيبة القيم الإنسانية الرفيعة. حتى اهتديت إلى منهج البحث التاريخي، عن أصول الفكرة المريبة، محاولا تفكيك غموضها البشع، وإعادة القراءة في ضوء المستجدات المخزية الأخيرة، واستيعاب الأبعاد التاريخية، وانعكاساتها على الوضع الراهن.
الأُلترَاس، أو الأَوْلتِرَاس، أو الأُولترَاسُوس...
كلمة لاتينية عتيقة، تعني حَرفيا على مستوى المعنى اللغوي: [المُتَطَرِّف، أو المُتَعَصِّب، أو الأَهوَج]. والتي تظهر (جَليًا) في هيئة جَمَاعَات من مشجعي فرق كرة القدم، والذائع عنها انتماؤها، وولائها المُرِيب (الذي تَعدَّى الحدود الطبيعية لفلسفة الرياضة الراقية، إلى صورة بشعة مُريبة من الغُلو والمغَالاة المَمجُوجَة في شعائر الدين نفسه، فما بَالكَ بمفهوم الرياضة، التي هي في الأصل شكل من أشكال الترويح عن النفس، وتقوية للبدن حرصا على سلامة العقل، كما قال الفلاسفة الإغريقيون الأوائل) لفرقها، وتتمركز (تقريبا) بين مُحِبي الرياضة في: أُورُوبا، وأَمِريكَا الجَنُوبِية (وحديثًا في بعض دول شمال أفريقية). أُنشئت أول جماعة للأولتراس، أواخر خريف عام تسعة وثلاثين وتسعمئة وألف ميلاديا (وليس كما قيل إنه عام أربعين وتسعمئة وألف ميلاديا) بإحدى ضواحي (البِرَازِيل) الجنوبية، وعرفت (وقتها) باسم: تِروْسِيدَا، أو تِروْشِيدَا، ثم انتقلت الظاهرة (في ظروف غامضة) إلى غرب البَلقَان، جنوب شرق أوروبا، وتحديدا توجهت إلى جمهورية يوغُوسلافيا الاشتراكية الاتحادية [بعد تحرير يوغسلافيا من الاحتلال الألماني، عام خمسة وأربعين وتسعمئة وألف ميلاديا، فلقد أُعلن في السنة نفسها، قيام اتحاد الجمهوريات اليُوغُوسلاَفِية الشعبية؛ وأصبح تيتو رئيسا للاتحاد. كان الاتحاد المذكور، يضم كل من: صِربِيَا، وكُراوَتيا، وسلُوفِينيَا، والبُوسنَة والهِرسِك، والجَبَل الأسوَد، وجمهورية مَقدُونيَا] ثم انتقلت الظاهرة (تدريجيا، وبصورة أكثر ريبة وغموضا) إلى كرة القدم الكُرواتية، وبالتحديد إلى أول جماعة أولتراس منظمة، وهو جمهور فريق كرة القدم الكرواتي (هَايدُوك سبِلِيت) والذين أطلق عليهم (أنصار هَايدُوك سبِلِيت). والفريق المذكور، أُسِّسَ في الثالث عشر من شهر فبراير، عام أحد عشر وتسعمئة وألف ميلاديا، ويقع في مدينة (سبِلِيت) بجمهورية كرواتيا [الاسم القديم لمدينة سبليت الكرواتية، وقت كانت مستوطنة إغريقية هو (سبالاَثُوس) وبعد أن أصبحت المدينة ضمن ممتلكات الإمبراطورية الرومانية؛ عرفت باسم (سبَالتُوم) ثم تطور الاسم ليصبح خلال فترة العصور الوسطى (سبالاَترُو) في اللغة الدلماتية، في حين عرفت لدى السلاف الجنوبيين باسم سبليت، ومن هنا نستطيع فهم خلفيات المصطلح اللاتيني "أولتراسوس" وعلاقته بمدينة سبليت الكرواتية، التي ظلت لسنين طوال، مستعمرة تَرزَح تحت نِير الحماية الإغريقية الصارمة] وفريق (هايدوك سبليت) هو الغَرِيم التَّارِيخِي لفريق (دِينَامُو زَغرِب). أما عن جماعة (أنصار هَايدُوك سبِلِيت)، فإنها تعتبر أول إعلان صريح غير رسمي، عن تكوين جماعات (الأولتراس)، ولقد أُسِّسَت (بصورة دقيقة) في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر، عام خمسين وتسعمئة وألف ميلاديا، وكانت الجماعة المذكورة، بداية التشجيع البَربَري مضمونا، المُنتظم شكلا (في هيئة حلقات تثور من المشجعين بجمل محددة، وحركات إيقاعية مُعَدَّة سَلَفًا) ولكنها (رغم ما سبق) لم تكن تسمى (الأولتراس) صراحة. ولكن بلدا واحدا من بلاد أوروبا، ارتبط بشكل رسمي وثيق، مع الإعلان عن مولد جماعة (الأولتراس) صراحة، وهي إيطاليا. فلقد تم تشكيل أول جماعة منهم، أواخر عام واحد وخمسين وتسعمئة وألف ميلاديا، مما سمي (قُنبلة تُورِينُو) وهي جماعة الأولتراس، التي ارتبطت بنادي (تورينو) والذي لُقِّبَ جِرَاناتَا (أي: المَارُونِيُّون، إشارة إلى لون زي الفريق). كان الفريق، منذ تأسيسه حتى منتصف عام سبعين وتسعمئة وألف ميلاديا، يعرف باسم (إِيه سِي تُورِينُو)، وبعد ذلك سمي (تُورِينُو كَالِيتشِيُو) حتى عام خمسة وألفين ميلاديا. ولقد شهدت سِتِّينِيَّات القرن العشرين، استمرار انتشار وتطور أداء جماعات الأولتراس، مع انحراف منهجية التشجيع الكروي، لدى جماهير فريق (إِيه سِي مِيلاَن) ومجموعة من المُشَجعِين المُتَعَصِّبِين، أُطلق عليهم: (فِتيَة سَان)، فإن الرافدين السابقين، اعتُبِرَا من قبل نُقاد ومؤرخي كرة القدم، البداية الحقيقية لنشأة جماعات الأولتراس في أوروبا (والعالم بِأَسرِه). ولقد استُخِدَم مصطلح (أولتراس) بوصفه اسما راسخا متداولا للمرة الأولى، أوائل عام تسعة وستين وتسعمئة وألف ميلاديا، عندما كونت مجموعات من روابط شباب مشجعي نادي سَامبدُوريَا (الذي تأسس أوائل عام ستة وأربعين وتسعمئة وألف ميلاديا، في مدينة جِينوَى الإيطالية، من اندماج فريقين، هما: نادي سَامبِيردَارِينِيزِي، ونادي لِيجُوريَا) ما أَسمَوهُ (أُولتِرَاس تِيتُو) وكذا مجموعات من مشجعي نادي تورينو، ما أَسمَوهُ (أُولتِرَاس جِرَاناتَا). أوائل السبعينيات تحولت جماعات الأولتراس إلى تنظيمات معقدة؛ أصبحت (بدعم من داعمي الفرق السريين وكبار التجار ومروجي المخدرات وزعماء الجريمة المنظمة وزعماء المُرَاهَنَاتِ) المُرَادِف الجماهيري العنيف، لفلسفة كرة القدم الإيطالية، وأسس أكثر من أولتراس في الفترة المذكورة، منها الأولتراس الراديكالي (أُولترَاس لاَتسِيو) وهو نادي لاتسيو الرياضي، الذي أسس عام تسعمئة وألف ميلاديا، في العاصمة روما بإيطاليا. رغم أن الراديكالية (أصل المصطلح لاتيني وهو: رَادُوكس، ومعناه اللغوي: التَّصَلُّب والتطرف، والاصطلاحي: كل مذهب مُتَصَلب، في موضوع المعتقد السياسي) مصطلح سياسي؛ إلا أن فكرة حشد التوجه الصَّلِب والمتطرف؛ الساعي للتغيير الجِذرِي قد أرخت للمنهجية الحركية، لتكوينات الأولتراس (منذ بداية السبعينيات إلى اللحظة الراهنة). جماعة (أولتراس لاَتسِيو) المذكورة، هي أول من اهتم بوجود لافتات كثيرة (مختلفة الأحجام، رغم أن خلفيتها لون علم الفريق)، تدعم الفريق (ولكنها في الحقيقة كانت أداة لاستفزاز جماعات الأولتراس المنافسة) وبدأت حروب ما بعد المباريات (بغض النظر عن نتيجة المباراة، لأنها في الأساس تنشب مع مسئول المُرَاهَنَات، ومن بحوزته شَارَة كل جماعة أولتراس، وكيف أن قائد أولتراس الفريق المهزوم، يُسلم شارته للفريق الفائز، وعليها بضع قطرات من دمه علامة الصمود وعدم التراجع عن الانتماء للفريق، وهو مغمض العينين مبتسما؛ دلالة على تمكن المنتصر وذِلَّة المهزوم في موقعة كروية واحدة!). أقول، بدأت الحروب المذكورة، تأخذ طابعا عنيفا دمويا (أسموها: النيران الخلفية، وخاصة بعد أن اقترحت مجموعات من الأولتراس "عقب زيادة أعداد المنضمين لها" تقسيمات هيكلية داخل الكيان، وكانت للألقاب علاقة مباشرة بالحروب الإغريقية "ولاحظوا التشابه والعودة للأصل الإغريقي" فالقائد لقبه: حصان المعركة الأبيض، والنائب لقبه: السيف المائل، ومسئول الحشد لقبه: الشعلة القاتلة، ومسئول اللافتات لقبه: رايات الثور الهائج، وبقية الأعضاء هم المحاربون الصَّنَادِيد الأشداء). إن عام أربعة وسبعين وتسعمئة وألف ميلاديا، قد شهد سيطرة الفكرة الفَاشِية العنصرية (لحظة تَمَكُّن الغُلُو)، على محتوى الشعارات المتبادلة بين مجموعات الأولتراس، وانسحاب روابط مُشَجِّعِي الأُولترَاس التقليدية، التي آمنت بفكرة التشجيع المنظم غير العَنِيف، مثل (أنصار هِيلاَس فِيرُونَا) وهو النادي الذي تأسس عام ثلاثة وتسعمئة وألف ميلاديا، والذي يقع مقره في مدينة فِيرُونَا بإيطاليا. وبالقضاء على فكرة الروابط التقليدية؛ خلت الساحة للدعم النشط من جانب متطرفي الأولتراس، وبدأت حملة استقطاب الأحصنة البيضاء (رؤساء جماعات الأُولترَاس كما أسلفنا)، من قبل: مجالس إدارات الأندية، والساسة ورجال الأعمال الممولين، وكبار تجار المراهنات الرياضية في إيطاليا؛ وذلك من أجل تنفيذ خُطة الجمهور، لتحويل دفة المبارايات لصالح ناديهم (بكل الوسائل الإنسانية، وغير الإنسانية). وهكذا سيطر رأس المال، وأصبحت زَعَامة الأولتراس تساوي مالا سريا موفورا، واتفقت الأحصنة البيضاء، مع شركائهم المخفيين (السابق ذكرهم؛ بالإضافة إلى رجال من نقابة عصابات الجريمة المنظمة، التي تمارس الحماية بالابتزاز، واستخدام الترهيب العنيف؛ للتلاعب بالنشاط الاقتصادي المحلي، والاتجار غير المشروع. كما أنها يمكن أن تمارس أنشطة فرعية، مثل: الاتجار بالمخدرات، والإقراض بفوائد مرتفعة، وعمليات التزوير. ترتبط العصابات المذكورة بميثاق شرف؛ ولا سيما "ميثاق الصمت" وأصلها ما يعرف بكُوزَانُوستِرَا أو المافيا الصقلية، وهي منظمة إجرامية، ظهرت عام ثمانمئة وألف ميلاديا، في جزيرة صقلية بإيطاليا، وهي تحالف حُر بين عصابات إجرامية، تجمعها بنية تنظيمية مشتركة، وقواعد سلوكية موحدة، وكلمة مافيا مأخوذة من مفردة موجودة في اللهجة الصقلية، هي: مَافيُوزُو، معناها: العدواني، والعنيف، والمُتَشَدِّق. وهناك احتمال ثانٍ، أن الكلمة مُشتق ة من الكلمة العربية: مرفوض؛ فتحولت إلى مَافيُوزُو. فاعلم) على التعاقد مع مُصَمِّمي الرقصات (الكِريوجرَاف) على تدريب المحاربين (أعضاء كل جماعة من جماعات الأولتراس) على رقصات إيقاعية محددة وصاخبة ومنتظمة، بمصاحبة الطبول الكُبرى، والألعاب النارية (وكأنها طبول الحرب، أما عن الألعاب النارية التي تختلف باختلاف كل أولتراس، فكأنها إشارة إلى قدوم المحاربين، وبَدء احتدام القتال) وظهر ما يسمى (لاَفِتَات التُّوقِيع) وهي لاَفِتَات ضخمة، يُدَون فيها محاربو، أو أعضاء جماعة الأولتراس، رموزهم وأسماءهم بالحروف الأولى وباللون الأحمر القاني، وكأنها إشارة إلى وجودهم الدموي في ميدان المعركة الكروية، واستعدادهم بَذل أتفسهم في سبيل ناديهم. كما أن جماعات الممولين، بدأت تطبع آلاف الشَّارَات، التي ترمز لكل جماعة من جماعات الأُولترَاس. شهد العقد المذكور، أعمال عنف واضطرابات سياسية واجتماعية في المجتمع الإيطالي، ارتبط (بصورة أو أخرى) مع نمو جماعات الأولتراس، التي باتت الظهير الشعبي الحركي، لأية تكوينات شُوفِينِية دموية، وخاصة ضد رجال البوليس (الذين يطاردون تجار المراهنات، ويقطعون السبيل على سيل مِدرَار من الأموال السرية خاصة الكُوزَانُوستِرَا؛ فاعلم). جماعات (الأولتراس) انتشرت في أنحاء أوروبا كافة، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، بدءا بالدول الأقرب جغرافيا من إيطاليا (بلدة المنشأ الحقيقي لجماعات الأولتراس) مع مُرَاعَاة التباين الموصول، بالاختلافات الإقليمية لكل بلدة، ومن تلك البلاد ما يأتي: الجمهورية الألمانية المتحدة الديموقراطية، ومملكة بلجيكا، وهولندا. الدول الثلاث الآنفة طالما تأثرت (في الماضي) بفلسفة الكرة الإنجليزية (أول من اختراع لعبة كرة القدم) إلا أنها (أقصد جماهير الكرة الإنجليزية) تحولت (بفعل حَفز مستويات النزاع والارتباك العالمي، على نشأة اتجاه معاصر، ينحو نحو تصنيف جميع فئات المؤيدين المتعصبين بصورة علنية، وشديدة الحِدَّة والمباشرة) إلى هيئة جماعات الأولتراس الوحشية المُتَنمرة. انتقلت الفكرة (عبر كوادر سرية تنتمي لجماعة سياسية محظورة) إلى دول شمال أفريقية، وبدأت في مدينة (تُونُس الخَضرَاء)، وذلك في أواخر عام واحد وألفين ميلاديا، وهو أولتراس جرين ستارز، التابع لنادي (الشبيبة الرياضية القَيرَوَانِية)، الذي تأسس عام اثنين وأربعين وتسعمئة وألف ميلاديا، بمدينة القيروان التونسية، وكان أول رئيس له هو (الشاذلي بِلحَاج). ومنه إلى المغرب، ثم إلى الجَزَائر، ثم إلى جمهورية مصر العربية، عام سبعة وألفين ميلاديا، وهو أولتراس (أهلاوي - دِيفلز). إلى أن حدث أمر عاصف؛ وضع الأولتراس المذكور في دائرة الاهتمام، وهو انغماس مجموعات من أولتراس (أهلاوي - ديفلز) في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، عام أحد عشر وألفين ميلاديا، وبذلك فقد انتقلت جماعة الأولتراس من مضمار الرياضة إلى السياسة (ولقد شرحنا تفصيلا، فكرة غمس أعضاء جماعات الأولتراس واستثمارهم؛ بوصفهم ظهيرا سياسيا واجتماعيا، في شئون السياسة الأوروبية، وبرغم اختلاف الظرف التاريخي عند العرب، إلا أن الإمكانية موجودة، والتربة خصبة وجاهزة للتحرك الدموي على الأرض، بصورة سرية، وعلنية سَافِرة). وبدأت المناوشات الحادة، بين عناصر الشرطة المصرية، ومحاربي (وفق التصنيف الدموي لمشجعي الأولتراس) أولتراس أهلاوي، في: ميدان التحرير، وشارع محمد محمود...إلخ (تبدأ عناصر الأولتراس بالمهاجمة المنظمة العنيفة؛ عبر استفزاز الخصم بوسائل عدة، وهي تقنية راسخة في فكر الأولتراس العَدَائِي)، وكان العداء قد احتدم؛ منذ قبضت عناصر الشرطة المصرية، على ثمانية وثلاثين عضوا من أعضاء أولتراس دِيفِلز، في محافظة (شِبِين الكُوم) بتهمة الانتماء السري إلى جماعة محظورة، بالإضافة إلى جرائم عنف إضافية، حاول قادة أولتراس ديفلز أن يوجهوا نظر المجتمع إلى أن ما يفعل بهم، عبارة عن حملة مُعتَسِفَة على المنظمات المدنية، من قبل السلطات...
النتائج المستخلصة:
------------------
وهكذا (وبعد أن حاولت الاقتراب من جوهر الظاهرة، بصورة دقيقة فاحصة) فإن الأولتراس يرتكز على ما ترتكز عليه أية جماعة ماسونية (مع فارق الحَرَاك المنظم المباشر على الأرض؛ الذي يكسبها صبغة شعبية، متناقضة مع مفهوم الماسونية السري):
1- مصادر تمويل مجهولة.
2- طقوس مريبة تتطور تدريجيا (كل خمس سنوات).
3- ميل إلى محاسبة العالم على خطايا الجهل بخطورتهم وأهمية رسالتهم المتوهمة.
4- ليس لامريء غريب عنهم، حق الاطلاع على هيكلية الجماعة السرية.
5- إنهم الحق المطلق، والآخرون هم أعداء ألداء.
انتهت الدراسة...
كلمة لاتينية عتيقة، تعني حَرفيا على مستوى المعنى اللغوي: [المُتَطَرِّف، أو المُتَعَصِّب، أو الأَهوَج]. والتي تظهر (جَليًا) في هيئة جَمَاعَات من مشجعي فرق كرة القدم، والذائع عنها انتماؤها، وولائها المُرِيب (الذي تَعدَّى الحدود الطبيعية لفلسفة الرياضة الراقية، إلى صورة بشعة مُريبة من الغُلو والمغَالاة المَمجُوجَة في شعائر الدين نفسه، فما بَالكَ بمفهوم الرياضة، التي هي في الأصل شكل من أشكال الترويح عن النفس، وتقوية للبدن حرصا على سلامة العقل، كما قال الفلاسفة الإغريقيون الأوائل) لفرقها، وتتمركز (تقريبا) بين مُحِبي الرياضة في: أُورُوبا، وأَمِريكَا الجَنُوبِية (وحديثًا في بعض دول شمال أفريقية). أُنشئت أول جماعة للأولتراس، أواخر خريف عام تسعة وثلاثين وتسعمئة وألف ميلاديا (وليس كما قيل إنه عام أربعين وتسعمئة وألف ميلاديا) بإحدى ضواحي (البِرَازِيل) الجنوبية، وعرفت (وقتها) باسم: تِروْسِيدَا، أو تِروْشِيدَا، ثم انتقلت الظاهرة (في ظروف غامضة) إلى غرب البَلقَان، جنوب شرق أوروبا، وتحديدا توجهت إلى جمهورية يوغُوسلافيا الاشتراكية الاتحادية [بعد تحرير يوغسلافيا من الاحتلال الألماني، عام خمسة وأربعين وتسعمئة وألف ميلاديا، فلقد أُعلن في السنة نفسها، قيام اتحاد الجمهوريات اليُوغُوسلاَفِية الشعبية؛ وأصبح تيتو رئيسا للاتحاد. كان الاتحاد المذكور، يضم كل من: صِربِيَا، وكُراوَتيا، وسلُوفِينيَا، والبُوسنَة والهِرسِك، والجَبَل الأسوَد، وجمهورية مَقدُونيَا] ثم انتقلت الظاهرة (تدريجيا، وبصورة أكثر ريبة وغموضا) إلى كرة القدم الكُرواتية، وبالتحديد إلى أول جماعة أولتراس منظمة، وهو جمهور فريق كرة القدم الكرواتي (هَايدُوك سبِلِيت) والذين أطلق عليهم (أنصار هَايدُوك سبِلِيت). والفريق المذكور، أُسِّسَ في الثالث عشر من شهر فبراير، عام أحد عشر وتسعمئة وألف ميلاديا، ويقع في مدينة (سبِلِيت) بجمهورية كرواتيا [الاسم القديم لمدينة سبليت الكرواتية، وقت كانت مستوطنة إغريقية هو (سبالاَثُوس) وبعد أن أصبحت المدينة ضمن ممتلكات الإمبراطورية الرومانية؛ عرفت باسم (سبَالتُوم) ثم تطور الاسم ليصبح خلال فترة العصور الوسطى (سبالاَترُو) في اللغة الدلماتية، في حين عرفت لدى السلاف الجنوبيين باسم سبليت، ومن هنا نستطيع فهم خلفيات المصطلح اللاتيني "أولتراسوس" وعلاقته بمدينة سبليت الكرواتية، التي ظلت لسنين طوال، مستعمرة تَرزَح تحت نِير الحماية الإغريقية الصارمة] وفريق (هايدوك سبليت) هو الغَرِيم التَّارِيخِي لفريق (دِينَامُو زَغرِب). أما عن جماعة (أنصار هَايدُوك سبِلِيت)، فإنها تعتبر أول إعلان صريح غير رسمي، عن تكوين جماعات (الأولتراس)، ولقد أُسِّسَت (بصورة دقيقة) في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر، عام خمسين وتسعمئة وألف ميلاديا، وكانت الجماعة المذكورة، بداية التشجيع البَربَري مضمونا، المُنتظم شكلا (في هيئة حلقات تثور من المشجعين بجمل محددة، وحركات إيقاعية مُعَدَّة سَلَفًا) ولكنها (رغم ما سبق) لم تكن تسمى (الأولتراس) صراحة. ولكن بلدا واحدا من بلاد أوروبا، ارتبط بشكل رسمي وثيق، مع الإعلان عن مولد جماعة (الأولتراس) صراحة، وهي إيطاليا. فلقد تم تشكيل أول جماعة منهم، أواخر عام واحد وخمسين وتسعمئة وألف ميلاديا، مما سمي (قُنبلة تُورِينُو) وهي جماعة الأولتراس، التي ارتبطت بنادي (تورينو) والذي لُقِّبَ جِرَاناتَا (أي: المَارُونِيُّون، إشارة إلى لون زي الفريق). كان الفريق، منذ تأسيسه حتى منتصف عام سبعين وتسعمئة وألف ميلاديا، يعرف باسم (إِيه سِي تُورِينُو)، وبعد ذلك سمي (تُورِينُو كَالِيتشِيُو) حتى عام خمسة وألفين ميلاديا. ولقد شهدت سِتِّينِيَّات القرن العشرين، استمرار انتشار وتطور أداء جماعات الأولتراس، مع انحراف منهجية التشجيع الكروي، لدى جماهير فريق (إِيه سِي مِيلاَن) ومجموعة من المُشَجعِين المُتَعَصِّبِين، أُطلق عليهم: (فِتيَة سَان)، فإن الرافدين السابقين، اعتُبِرَا من قبل نُقاد ومؤرخي كرة القدم، البداية الحقيقية لنشأة جماعات الأولتراس في أوروبا (والعالم بِأَسرِه). ولقد استُخِدَم مصطلح (أولتراس) بوصفه اسما راسخا متداولا للمرة الأولى، أوائل عام تسعة وستين وتسعمئة وألف ميلاديا، عندما كونت مجموعات من روابط شباب مشجعي نادي سَامبدُوريَا (الذي تأسس أوائل عام ستة وأربعين وتسعمئة وألف ميلاديا، في مدينة جِينوَى الإيطالية، من اندماج فريقين، هما: نادي سَامبِيردَارِينِيزِي، ونادي لِيجُوريَا) ما أَسمَوهُ (أُولتِرَاس تِيتُو) وكذا مجموعات من مشجعي نادي تورينو، ما أَسمَوهُ (أُولتِرَاس جِرَاناتَا). أوائل السبعينيات تحولت جماعات الأولتراس إلى تنظيمات معقدة؛ أصبحت (بدعم من داعمي الفرق السريين وكبار التجار ومروجي المخدرات وزعماء الجريمة المنظمة وزعماء المُرَاهَنَاتِ) المُرَادِف الجماهيري العنيف، لفلسفة كرة القدم الإيطالية، وأسس أكثر من أولتراس في الفترة المذكورة، منها الأولتراس الراديكالي (أُولترَاس لاَتسِيو) وهو نادي لاتسيو الرياضي، الذي أسس عام تسعمئة وألف ميلاديا، في العاصمة روما بإيطاليا. رغم أن الراديكالية (أصل المصطلح لاتيني وهو: رَادُوكس، ومعناه اللغوي: التَّصَلُّب والتطرف، والاصطلاحي: كل مذهب مُتَصَلب، في موضوع المعتقد السياسي) مصطلح سياسي؛ إلا أن فكرة حشد التوجه الصَّلِب والمتطرف؛ الساعي للتغيير الجِذرِي قد أرخت للمنهجية الحركية، لتكوينات الأولتراس (منذ بداية السبعينيات إلى اللحظة الراهنة). جماعة (أولتراس لاَتسِيو) المذكورة، هي أول من اهتم بوجود لافتات كثيرة (مختلفة الأحجام، رغم أن خلفيتها لون علم الفريق)، تدعم الفريق (ولكنها في الحقيقة كانت أداة لاستفزاز جماعات الأولتراس المنافسة) وبدأت حروب ما بعد المباريات (بغض النظر عن نتيجة المباراة، لأنها في الأساس تنشب مع مسئول المُرَاهَنَات، ومن بحوزته شَارَة كل جماعة أولتراس، وكيف أن قائد أولتراس الفريق المهزوم، يُسلم شارته للفريق الفائز، وعليها بضع قطرات من دمه علامة الصمود وعدم التراجع عن الانتماء للفريق، وهو مغمض العينين مبتسما؛ دلالة على تمكن المنتصر وذِلَّة المهزوم في موقعة كروية واحدة!). أقول، بدأت الحروب المذكورة، تأخذ طابعا عنيفا دمويا (أسموها: النيران الخلفية، وخاصة بعد أن اقترحت مجموعات من الأولتراس "عقب زيادة أعداد المنضمين لها" تقسيمات هيكلية داخل الكيان، وكانت للألقاب علاقة مباشرة بالحروب الإغريقية "ولاحظوا التشابه والعودة للأصل الإغريقي" فالقائد لقبه: حصان المعركة الأبيض، والنائب لقبه: السيف المائل، ومسئول الحشد لقبه: الشعلة القاتلة، ومسئول اللافتات لقبه: رايات الثور الهائج، وبقية الأعضاء هم المحاربون الصَّنَادِيد الأشداء). إن عام أربعة وسبعين وتسعمئة وألف ميلاديا، قد شهد سيطرة الفكرة الفَاشِية العنصرية (لحظة تَمَكُّن الغُلُو)، على محتوى الشعارات المتبادلة بين مجموعات الأولتراس، وانسحاب روابط مُشَجِّعِي الأُولترَاس التقليدية، التي آمنت بفكرة التشجيع المنظم غير العَنِيف، مثل (أنصار هِيلاَس فِيرُونَا) وهو النادي الذي تأسس عام ثلاثة وتسعمئة وألف ميلاديا، والذي يقع مقره في مدينة فِيرُونَا بإيطاليا. وبالقضاء على فكرة الروابط التقليدية؛ خلت الساحة للدعم النشط من جانب متطرفي الأولتراس، وبدأت حملة استقطاب الأحصنة البيضاء (رؤساء جماعات الأُولترَاس كما أسلفنا)، من قبل: مجالس إدارات الأندية، والساسة ورجال الأعمال الممولين، وكبار تجار المراهنات الرياضية في إيطاليا؛ وذلك من أجل تنفيذ خُطة الجمهور، لتحويل دفة المبارايات لصالح ناديهم (بكل الوسائل الإنسانية، وغير الإنسانية). وهكذا سيطر رأس المال، وأصبحت زَعَامة الأولتراس تساوي مالا سريا موفورا، واتفقت الأحصنة البيضاء، مع شركائهم المخفيين (السابق ذكرهم؛ بالإضافة إلى رجال من نقابة عصابات الجريمة المنظمة، التي تمارس الحماية بالابتزاز، واستخدام الترهيب العنيف؛ للتلاعب بالنشاط الاقتصادي المحلي، والاتجار غير المشروع. كما أنها يمكن أن تمارس أنشطة فرعية، مثل: الاتجار بالمخدرات، والإقراض بفوائد مرتفعة، وعمليات التزوير. ترتبط العصابات المذكورة بميثاق شرف؛ ولا سيما "ميثاق الصمت" وأصلها ما يعرف بكُوزَانُوستِرَا أو المافيا الصقلية، وهي منظمة إجرامية، ظهرت عام ثمانمئة وألف ميلاديا، في جزيرة صقلية بإيطاليا، وهي تحالف حُر بين عصابات إجرامية، تجمعها بنية تنظيمية مشتركة، وقواعد سلوكية موحدة، وكلمة مافيا مأخوذة من مفردة موجودة في اللهجة الصقلية، هي: مَافيُوزُو، معناها: العدواني، والعنيف، والمُتَشَدِّق. وهناك احتمال ثانٍ، أن الكلمة مُشتق ة من الكلمة العربية: مرفوض؛ فتحولت إلى مَافيُوزُو. فاعلم) على التعاقد مع مُصَمِّمي الرقصات (الكِريوجرَاف) على تدريب المحاربين (أعضاء كل جماعة من جماعات الأولتراس) على رقصات إيقاعية محددة وصاخبة ومنتظمة، بمصاحبة الطبول الكُبرى، والألعاب النارية (وكأنها طبول الحرب، أما عن الألعاب النارية التي تختلف باختلاف كل أولتراس، فكأنها إشارة إلى قدوم المحاربين، وبَدء احتدام القتال) وظهر ما يسمى (لاَفِتَات التُّوقِيع) وهي لاَفِتَات ضخمة، يُدَون فيها محاربو، أو أعضاء جماعة الأولتراس، رموزهم وأسماءهم بالحروف الأولى وباللون الأحمر القاني، وكأنها إشارة إلى وجودهم الدموي في ميدان المعركة الكروية، واستعدادهم بَذل أتفسهم في سبيل ناديهم. كما أن جماعات الممولين، بدأت تطبع آلاف الشَّارَات، التي ترمز لكل جماعة من جماعات الأُولترَاس. شهد العقد المذكور، أعمال عنف واضطرابات سياسية واجتماعية في المجتمع الإيطالي، ارتبط (بصورة أو أخرى) مع نمو جماعات الأولتراس، التي باتت الظهير الشعبي الحركي، لأية تكوينات شُوفِينِية دموية، وخاصة ضد رجال البوليس (الذين يطاردون تجار المراهنات، ويقطعون السبيل على سيل مِدرَار من الأموال السرية خاصة الكُوزَانُوستِرَا؛ فاعلم). جماعات (الأولتراس) انتشرت في أنحاء أوروبا كافة، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، بدءا بالدول الأقرب جغرافيا من إيطاليا (بلدة المنشأ الحقيقي لجماعات الأولتراس) مع مُرَاعَاة التباين الموصول، بالاختلافات الإقليمية لكل بلدة، ومن تلك البلاد ما يأتي: الجمهورية الألمانية المتحدة الديموقراطية، ومملكة بلجيكا، وهولندا. الدول الثلاث الآنفة طالما تأثرت (في الماضي) بفلسفة الكرة الإنجليزية (أول من اختراع لعبة كرة القدم) إلا أنها (أقصد جماهير الكرة الإنجليزية) تحولت (بفعل حَفز مستويات النزاع والارتباك العالمي، على نشأة اتجاه معاصر، ينحو نحو تصنيف جميع فئات المؤيدين المتعصبين بصورة علنية، وشديدة الحِدَّة والمباشرة) إلى هيئة جماعات الأولتراس الوحشية المُتَنمرة. انتقلت الفكرة (عبر كوادر سرية تنتمي لجماعة سياسية محظورة) إلى دول شمال أفريقية، وبدأت في مدينة (تُونُس الخَضرَاء)، وذلك في أواخر عام واحد وألفين ميلاديا، وهو أولتراس جرين ستارز، التابع لنادي (الشبيبة الرياضية القَيرَوَانِية)، الذي تأسس عام اثنين وأربعين وتسعمئة وألف ميلاديا، بمدينة القيروان التونسية، وكان أول رئيس له هو (الشاذلي بِلحَاج). ومنه إلى المغرب، ثم إلى الجَزَائر، ثم إلى جمهورية مصر العربية، عام سبعة وألفين ميلاديا، وهو أولتراس (أهلاوي - دِيفلز). إلى أن حدث أمر عاصف؛ وضع الأولتراس المذكور في دائرة الاهتمام، وهو انغماس مجموعات من أولتراس (أهلاوي - ديفلز) في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، عام أحد عشر وألفين ميلاديا، وبذلك فقد انتقلت جماعة الأولتراس من مضمار الرياضة إلى السياسة (ولقد شرحنا تفصيلا، فكرة غمس أعضاء جماعات الأولتراس واستثمارهم؛ بوصفهم ظهيرا سياسيا واجتماعيا، في شئون السياسة الأوروبية، وبرغم اختلاف الظرف التاريخي عند العرب، إلا أن الإمكانية موجودة، والتربة خصبة وجاهزة للتحرك الدموي على الأرض، بصورة سرية، وعلنية سَافِرة). وبدأت المناوشات الحادة، بين عناصر الشرطة المصرية، ومحاربي (وفق التصنيف الدموي لمشجعي الأولتراس) أولتراس أهلاوي، في: ميدان التحرير، وشارع محمد محمود...إلخ (تبدأ عناصر الأولتراس بالمهاجمة المنظمة العنيفة؛ عبر استفزاز الخصم بوسائل عدة، وهي تقنية راسخة في فكر الأولتراس العَدَائِي)، وكان العداء قد احتدم؛ منذ قبضت عناصر الشرطة المصرية، على ثمانية وثلاثين عضوا من أعضاء أولتراس دِيفِلز، في محافظة (شِبِين الكُوم) بتهمة الانتماء السري إلى جماعة محظورة، بالإضافة إلى جرائم عنف إضافية، حاول قادة أولتراس ديفلز أن يوجهوا نظر المجتمع إلى أن ما يفعل بهم، عبارة عن حملة مُعتَسِفَة على المنظمات المدنية، من قبل السلطات...
النتائج المستخلصة:
------------------
وهكذا (وبعد أن حاولت الاقتراب من جوهر الظاهرة، بصورة دقيقة فاحصة) فإن الأولتراس يرتكز على ما ترتكز عليه أية جماعة ماسونية (مع فارق الحَرَاك المنظم المباشر على الأرض؛ الذي يكسبها صبغة شعبية، متناقضة مع مفهوم الماسونية السري):
1- مصادر تمويل مجهولة.
2- طقوس مريبة تتطور تدريجيا (كل خمس سنوات).
3- ميل إلى محاسبة العالم على خطايا الجهل بخطورتهم وأهمية رسالتهم المتوهمة.
4- ليس لامريء غريب عنهم، حق الاطلاع على هيكلية الجماعة السرية.
5- إنهم الحق المطلق، والآخرون هم أعداء ألداء.
انتهت الدراسة...
اترك تعليقا: