-->
مساحة إعلانية

سارة والتواضع قصص أطفال


كتب / هشام رافت 



كانت سارة فتاة طموحة تعيش في حي بسيط، تُحب القراءة وتتطلع دائمًا إلى التفوق في دراستها. لكن شيئًا واحدًا كان ينقصها: كانت تظن أن النجاح يمكن تحقيقه بالجهد فقط دون الحاجة إلى الأخلاق والتعامل الحسن مع الآخرين.


ذات يوم، وبينما كانت تجلس في المكتبة العامة، سمعت صوتًا هادئًا خلفها يقول:


"عذرًا، هل يمكنني الجلوس هنا؟"



رفعت سارة نظرها، فرأت فتاة تبدو عليها البساطة تُدعى "ليلى". أجابت سارة بلا اكتراث:


"بالطبع."



جلست ليلى، وبحركة عفوية أخرجت دفترها وبدأت تراجع دروسها. لم تكن تعرف أن هذا اللقاء العابر سيغير حياة سارة للأبد.


مع مرور الأيام، لاحظت سارة أن ليلى رغم تواضع حالها، كانت محبوبة من الجميع. طلاب، معلمون، وحتى العمال في المكتبة كانوا ينادونها بابتسامة دافئة. بدأت سارة تشعر بالفضول وسألتها يومًا:


"ليلى، ما سر هذا الحب الذي يكنه الناس لك؟"



ابتسمت ليلى وقالت:


"الأمر بسيط، سارة. النجاح لا يعني فقط أن تكوني مجتهدة، بل أن تكوني محترمة ومساعدة للآخرين. القلوب لا تُفتح بالعلم فقط، بل بالصدق والتواضع."



تأثرت سارة بكلمات ليلى، وقررت تجربة نصيحتها. بدأت تُعامل زميلاتها بلطف، وتشاركهن أفراحهن وأحزانهن. تدريجيًا، شعرت بأن حياتها أصبحت أكثر إشراقًا. النجاح الذي كانت تسعى إليه لم يعد شعورًا فرديًا، بل أصبح قصة جماعية تشاركها مع من حولها.


في نهاية العام، كانت سارة تقف على المسرح لتتسلم جائزة التفوق. لم يكن تصفيق الحاضرين مجرد تشجيع لإنجازها الأكاديمي، بل كان احتفاءً بشخصيتها التي باتت مثالًا يُحتذى به


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا

صحة

المشاركات الشائعة

من انتاجنا فوازير رمضان

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة